تكفير القرضاوي



س1024: تحية لك من أرض فلسطين الطاهرة .. بداية يطيب لي أن أنقل لك تحياتي الحارة وأشواقي .. فوالله أني أحبك في الله .. ولا يمر يوم من دون أن أدعو لك أو أذكرك بالخير ... فجزاك الله عنا كل خير من أجل دعوتك إلى التوحيد ونشره في أرجاء هذه المعمورة ... فأصبح الأصدقاء تارة ينادوني بأبي بصير الطرطوسي وتارة بأبي محمد المقدسي لكثرة ما أدعو لكم وأدعو أصدقائي للدعاء لكم ....!
سيدي الشيخ ... أكاد أتوافق معك تماماً في آراء كثيرة ... إلا مسألة تكفير القرضاوي ... وعليه أحب أن تتراجع عن تكفير القرضاوي .... خاصة وأنت الذي تعلمنا إقالة العثرات للأئمة الأعلام ... أليس في قوله ما يحتمل الإيمان من أوجه وليس وجه واحد ... فقد لا يكون قصده كفراً ... بمعنى أن يكون ما قصده " أن نسبة الكفار بالله المؤمنين بالطواغيت الحكام أكثر من المسلمين " وله مواقف أخرى لا يكفر بها ... أرجو اعتبار مبدأ الحسنات ... فأنت تعرف القرضاوي وحسناته وإن كانت له سيئات هدامة ... لكن لا يكفر بها ... الرجاء الرد .. وبارك الله فيك؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أحبك الله ـ يا أخي ـ الذي أحببتني فيه .. وجزاك الله عني وعن أخي الأسير أبي محمد ـ فك الله أسره ـ خير الجزاء لشعورك الطيب نحونا .. ولدعائك لنا .. وأما ما يتعلق فيما طالبتني به؛ وهو التراجع عن تكفير القرضاوي .. فأقول:
أولاً: حكم الكفر ـ كأي حكم آخر ـ مرده إلى الله ورسوله .. وليس لأحدٍ آخر؛ فمن حكم الله ورسوله عليه بالكفر .. لا مناص لنا من تكفيره؛ ولو كان من أقرب الناس إلينا، ومن لم يحكم الله ورسوله عليه بالكفر لا يمكن تكفيره مهما كانت نفوسنا متحاملة عليه؛ فالمسألة لا يجوز أن تخضع للهوى أو لما تميل إليه النفس من سخط أو رضى!
ثانياً: هذا الموقف الذي اتخذته من القرضاوي هو خاص بي لا ألزم به من يرى غير رأي فيه .. وأنا أعذر وأقيل عثرة من يُخالفني فيه؛ ممن لم يبن له ما بان لي!
ثالثاً: أصارحك وأصارح غيرك أنني أتمنى أن أجد من الرجل ما يشجعني على سحب فتواي فيه .. ولكن كلما هممت بأن أعيد الرأي والقول فيه .. يُفاجئنا بمواقف وأقوال تمنعنا من فعل ذلك؛ كترحمه مؤخراً على بابا النصارى، وعدِّ عمله التنصيري في بلاد المسلمين من جملة حسناته التي تستوجب الثناء عليه .. وكذلك قوله المتكرر ـ وقد سمعته بنفسي ـ بأنه لا يكره اليهود .. وإنما يكره الصهاينة منهم فقط .. وكذلك مشورته مؤخراً على طاغوت الجزائر بأن " يلغي شعبة الشريعة في المدارس الثانوية، ويُقلص تدريس مادة التربية الدينية في الشُّعب الأخرى وفي جميع المستويات الدراسية "، وقد فعل الطاغوت ذلك بناء على مشورته كما يقول .. وكذلك قوله مراراً بأن تطبيق وتحقيق الحريات العامة عنده مقدم على تطبيق الشريعة .. وغير ذلك من المواقف والإطلاقات التي تجعلك تتوقف عن التراجع عما قلناه فيه!
رابعاً: للرجل علم وحسنات .. لكن بلعام كان أعلم منه .. وقد آتاه الله الآيات .. فكفر وانسلخ من آيات الله .. بسبب موقف وكلمات نصر فيها الكفار على المسلمين المؤمنين من أتباع موسى عليه الصلاة والسلام .. والقرضاوي ما أكثر مواقفه وأقواله التي نصر وينصر فيها قوى الكفر وطواغيت الكفر .. على الإسلام والمسلمين!
واعلم أن الرجل لو لمسنا منه ما يوجب التوقف عن تكفيره شرعاً .. فلن نتردد حينئذٍ لحظة عن فعل ذلك .. ولن نستأذن أحداً في فعل ذلك .. بهذا أجيبك عما سألتني عنه، وطالبتني به.